امتد تاريخ الدولة العثمانية لما يقارب 600 سنة حيث تولى عثمان الأول بن
أرطغرل تأسيس هذه الإمبراطورية الإسلامية يوم 27 جويلية 1299 لتصبح في عهد
السلطان سليمان الأول "القانوني" قوّة عظمى من الناحيتين السياسية
والعسكرية.
- السلطان سليمان (1494 - 1566)
- فترة الحكم : من سنة 1520 حتى سنة 1566
كان سليمان القانوني ابن سليم يُعرف في الغرب بسليمان العظيم وهو أحد
أشهر السلاطين العثمانيين، حكم مدَّة 48 عامًا وبذلك يكون صاحب أطول فترة
حُكْم بين السلاطين العثمانيين إذ بلغت في أثنائها الدولة قمَّة درجات
القوَّة والسلطان حيث اتسعت أرجاؤها على نحوٍ لم تشهده من قبلُ، وبسطت
سلطانها على كثير من دول العالم في قاراته الثلاث، وامتدَّت هيبتُها فشملت
العالم كلَّه، وصارت سيدة العالم، تخطبُ ودَّهَا الدول والممالك، وارتقت
فيها النظم والقوانين التي تُسَيِّرُ الحياة في دقَّة ونظام، دون أن تُخالف
الشريعة الإسلامية التي حرص آل عثمان على احترامها والالتزام بها في كل
أرجاء دولتهم، وارتقت فيها الفنون والآداب، وازدهرت العمارة والبناء.
- السلطان سليم الثاني (1524 – 1574)
- فترة الحكم : من سنة 1566 إلى سنة 1574
ما إن انقضى عصر سليمان القانوني حتى أصاب الدولة العثمانية الضعف
والتفسخ. فقد كان سليم الثاني، خليفة سليمان، سلطانًا ضعيفًا لا يتصف بما
يؤهله للقيام بحفظ فتوحات أبيه فضلاً عن إضافة شيء إليها، بالإضافة إلى أنه
كان حاكمًا منحلاً خاملاً، وكان ماجنًا سكّيرًا.
يذكر أن سليم الثاني أعطى العديد من سلطاته لوزرائه، وعندما امتنع عن
إعطاء العطايا للجنود أظهروا العصيان وعدم إطاعتهم لأوامر قادتهم فاضطر إلى
العطاء، ويرى البعض أنه لولا هيبة الدولة في السابق وقوة وزيره محمد باشا
الصقلي الذي غدا يدير البلاد من خلف الكواليس لسقطت الدولة وكان مما أقدم
عليه أن عقد صلحًا مع النمسا يعترف فيه بأملاكها في المجر مقابل دفع جزية
سنوية للسلطنة.
- السلطان مراد الثالث (1546 – 1595)
- فترة الحكم : من سنة 1574 إلى سنة 1595
خلف السلطان مراد الثالث السلطان سليم الثاني وبعد أن تولى السلطة أمر
بمنع شرب الخمر، ولكن ثورة الانكشارية أجبرته على ترك هذا القرار، كما قام
بقتل إخوته ليؤمّن على نفسه من النزاع على الملك.
و أهم ما حصل في عهد السلطان مراد الثالث هو التوسع العثماني في الشرق،
على حساب الدولة الصفوية، إلاّ أنّ الدولة العثمانية سرعان ما شهدت في هذه
الفترة هزّة سياسية عنيفة عندما تقلّص نفوذ الصدر الأعظم محمد باشا صقللي
الذي كان مراد الثالث قد أرسله في حملة عسكرية إلى بلاد فارس لفتح ما تيسر
من مدنها. كما قام السلطان مراد بإعادة صنع منبر النبي محمد من الرخام،
وزخرف بأروع الزخارف قبل إلى إرساله إلى المدينة المنورة وهو لا يزال
موجوداُ داخل المسجد النبوي الشريف حتى يومنا هذا.
- السلطان محمد الثالث (1566 – 1603)
- فترة الحكم : من سنة 1595 إلى سنة 1603
- أبنائه: مصطفى الأول – أحمد الأول
لم تختلف الأمور كثيرا في عهد السلطان محمد الثالث إذ عمد في بداية حكمه
إلى قتل إخوته الذكور كلهم قبل دفن أبيه وترك تسيير شؤون الدولة الداخلية
لوزرائه، فقام عدد من الوزراء ببيع المناصب العسكرية والمدنية وضعفت العملة
العثمانية وحدث فساد كبير في ربوع البلاد المسلمة، وزاد موقف حكومة
الخلافة تأزمًا بسبب الهزائم التي تكبدها الجيش العثماني في أقاليم البغدان
وترانسلفانيا مما شكّل دليلا واضحا على ضعف النظام العسكري العثماني وعدم
قدرته على حفظ الأمن الداخلي والسيادة على الأقاليم الخارجية.
- السلطان أحمد الأول ( 1590 – 1617)
- فترة الحكم: من سنة 1603 إلى سنة 1617
- أبنائه: إبراهيم الأول – مراد الرابع – عثمان الثاني
يعدّ أحمد خان الأول السلطان العثماني الرابع عشر، كان شاعرا وله ديوان
مطبوع وقد عرف عهده العديد من الحروب والتمردات والثورات ضد دولته وأبنائه
وهم السلطان عثمان الثاني والسلطان مراد الرابع والسلطان إبراهيم الأول.
وتم في عهد السلطان أحمد الأول إنشاء واحدا من أهم رموز الخلافة
العثمانية وهو مسجد السلطان أحمد وهو يعرف في الغرب باسم المسجد الأزرق
لنقوشه الزرقاء الأخاذة.
يذكر أنّ السلطان أحمد الأول قد استطاع في الفترة الأخيرة من حكمه أن
يكتسب خبرات واسعة، وأصبح سلطانًا ناضجًا عاقلا، رغم توليه الحكم في سن
مبكرة (14 سنة) وأظهر قدرات في الحكم أشبه بقدرات سلاطين الدولة العثمانية
العظماء، لكن القدر لم يمهله فأصيب بالحمى في بطنه، ودام مرضه عدة أسابيع،
ثم لم يلبث أن تُوفّي في سنة 1617 ولم يكن قد أكمل الثامنة والعشرين من
عمره لتدخل الدولة العثمانية بعده في متاهات أخرى وتظهر شخصية السلطانة
قُسم التي تعدّ أول امرأة أمسكت بزمام الأمور السياسية في الإمبراطورية
آنذاك.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق